.. في ركن الغرفة

.. ضممت قدماي واحتضنتهما إلى صدري

.. وتأملت تلك الوجوه المغطاة بالحزن
.. تنقلت لأرى الحزن على وجوه أخواته


.. وأمعنت النظر في وجه الأخت الصغرى
.. الحناء تملأ يديها ورجليها
.. فبالأمس فقط توجت عروس
.. واليوم فقدت أخاها الذي كان يتراقص فرحا لأخته


.. الألم يعصر قلبها
.. ففرحتها لم تكتمل
.. إحساس مؤلم أكاد أشعر به


.. وفجأة وجدت نفسي في عالم آخر
.. أفكر في علم الغيب
.. وأتفكر .. كيف ستكون نهايتي
.. وكيف سأموت


.. شعور بالخوف تملك قلبي
.. ورهبة أقشعر لها بدني
.. قد أموت في أي لحظة
.. قد تكون نهايتي على معصية
.. وقد تكون وأنا أكتب احساسي هنا

.. وسط أفكاري .. نودينا لسماع محاضرة
.. ألقتها داعية .. عنوانها الصبر
.. لتصبر أهل الفقيد بمصابهم

.. تنقلت في الحديث
.. فتحدثت عن الصبر على طاعة الله
.. والصبر على عدم معصيته

.. أحسست بكلماتها أسهما في قلبي
.. وأدركت قدر التقصير لـ ربي
.. لماذا أجلس أمام التلفاز ساعات
.. وأقرأ صفحة أو اثنتين من القرآن

.. لماذا استمتع بالحديث مع صديقاتي
.. وأقضي الوقت القليل في صلاتي
.. لا أحب أن أغتاب أحد
.. فأصبحت استمتع بالتعليق كي أضحك من حولي

.. المحاضرة بالفعل أحسست أنها تكلمت عني
.. تكلمت عن احساسي .. تكلمت عن تقصيري
.. حتى دعائها تخلل لأعماقي فأبكاني

.. رأيت الحياة من منظور مختلف
.. منظور أعرفه ولكن أفتقره
.. بل حتى أني أفتقده

.. كنت بحاجة لتلك الكلمات لتحيي ضميري
.. ضميري اللي كدسته الذنوب والخطايا
.. حتى أنها أصبحت تمنعني من صلاة الفجر


.. تأملت كثيرا في كلماتها
.. تأملت كثيرا في سواد عيونهم
.. ورأيت الحزن الذي أدمى قلبي


.. أدركت ساعتها أني أريد أن أعيش من جديد
.. عمر قد مضى لست براضيه عنه
.. وعمر لا أعرف مدته ولكن سأحاول أن أرضى عنه


.. يامقلب القلوب ثبت قلبي على دينك
.. اللهم اني اسألك حسن الخاتمه
.. اللهم اهدني ووفقني لما تحبه وترضاه